كانت أم المؤمنين زينب بنت خزيمة رضي الله تعالى عنها تُسمى بأم المساكين، لرحمتها إياهم وعطفها عليهم، وكانت زوجة عبد الله بن جحش صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن عمته.
وفي غزوة أُحد استشهد عبدالله بن جحش رضي الله عنه، فتزوج النبي صلى الله عليه وسلم أرملته، أم المؤمنين زينب بنت خزيمة رضي الله عنها.
أما نسبها ولقبها فهي زينب بنت خزيمة الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية.
ولم يختلف المؤرخون في نسبها من جهة أبيها كما صرح ابن عبد البر في ترجمتها بالاستيعاب بعد سياق نسبها، وهو ما أجمعت عليه مصادر ترجمتها أو نسبها.
ونقل ابن عبد البر فيها قول أبى الحسن الجرجاني النسابة، وكانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة بنت الحارث "أم المؤمنين" لأمها.
وكانت تدعى في الجاهلية "أم المساكين" واجتمعت المصادر على وصفها بالطيبة والكرم والعطف على الفقراء والمساكين في الجاهلية والإسلام، ولا يكاد اسمها يذكر في أي كتاب إلا مقرونا بلقبها الكريم أم المساكين .
وكانت رضي الله عنها إحدى زوجات النبي والتي لم يمض على دخول حفصة بيت النبي وقت قصير حين دخلته أرملة شهيد قرشي من المهاجرين الأولين فكانت بذلك رابعة أمهات المؤمنين.
ويبدو أن قصر مقامها ببيت الرسول صلى الله عليه وسلم قد صرف عنها كتاب السيرة ومؤرخي عصر المبعث فلم يصل من أخبارها سوى بضع روايات لا تسلم من تناقض واختلاف.
واختلف فيمن تولى زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم ففي الإصابة عن ابن الكلبي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبها إلى نفسها فجعلت أمرها إليه فتزوجها.
وقال ابن هشام في السيرة: زوَّجه إياها عمها قبيصة بن عمرو الهلالي، وأصدقها الرسول صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم.
واختلفوا أيضا في المدة التي أقامتها ببيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي الإصابة رواية تقول: كان دخوله بها صلى الله عليه وسلم بعد دخوله على حفصة بنت عمر، رضي الله عنها.
ثم لم تلبث عنده شهرين أو ثلاثة وماتت، ورواية أخرى عن إبن كلبي تقول: (فتزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث، فأقامت عنده ثمانية أشهر وماتت في ربيع الآخر سنة أربع).
وفي شذرات الذهب: (وفيها- يعني السنة الثالثة- دخل بزينب بنت خزيمة العامرية، أم المساكين، وعاشت عنده ثلاثة أشهر ثم توفيت).
أما عن وفاتها رضي الله فتذكر المصادر أنها توفيت في الثلاثين من عمرها كما ذكر "الواقدي" ونقل "ابن حجر" في الإصابة.
وقد صلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم، ودفنها بالبقيع في شهر ربيع الآخر سنة أربع.
فكانت أول من دفن فيه من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعا. وقد ماتت ولم يمت من أمهات المؤمنين في حياته صلى الله عليه وسلم إلا السيدة خديجة أم المؤمنين الأولى.
المصدر: موقع لها أونلاين